بسم الله الرحمن الرحيم ..
والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
..
أطرح موضوعي لهذا الإسبةع بعنوان :
في مقال سابق تحدثنا عن أسباب التخلف العلمي للمسلمين وقد حصرت هذه الأسباب في عشرة أسباب بعنوان «عشرة أسباب للتخلف العلمي للمسلمين»، وهي:
1 ـ تحويل تحصيل العلم وتعليمه من العبادة إلى الشهادة.
2 ـ غياب التربية الابداعية من حياتنا العلمية.
3 ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين.
4 ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم.
5 ـ الاستغراق في الجدليات.
6 ـ توسيد الأمر لغير أهله.
7 ـ سيادة فكر المنهزمين.
8 ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة.
9 ـ غياب الأمانة العلمية.
10 ـ غياب العمل بروح الجماعة.
ـ أضع عشرة مقترحات للنهوض العلمي للمسلمين.
والنهوض العلمي يعني: صحوة المسلمين
وعودتهم إلى موقع القيادة والريادة العلمية الخلقية للعالم، تلك الريادة التي قدنا
قاطرتها باقتدار لألف عام وربع الألف، كنا فيها المعلمون للبشرية والعلماء والمربون
العلميون، فكانت نهضتنا العلمية وتقدمنا العلمي تقدماً وسلاماً على البشرية فلم
تباد في حضارتنا الأشجار، ولم تتلف البيئة، ولم يسرق الأطفال ليباعون ويأسلمون،
ولم تخطف النساء لاغتصابهن، ولم تستغل حاجة مريض أو فقير لسلب دينه بالدواء
والغذاء، ولم يحرق الحيوان، ولم تسمم الآبار والعيون والأنهار، ولم يتلذذ
الشاذ بالشاذ رسمياً وعلينا بحماية القانون، ولم يغتصب الأسير وغير ذلك من
الأفعال التي قام بها المتقدمون علمياً الآن، ولذلك فصحوتنا ونهوضنا وعودتنا إلى
قمرة القيادة العلمية ضرورة بشرية لحمايتها من الزيادة الجماعية بالتقنية العلمية.
والدعائم العشر التي أقترحها لهذا الأمر هي:
1 ـ الإصلاح السياسي:
وقد تبدو هذه الدعامة غريبة ومفتعلة أو متأثرة بالدعوة الحلية للإصلاح السياسي
في ديارنا، ولكن الحقيقة العلمية، والوثائق التاريخية تثبت أن التخلف العلمي في
حياة المسلمين جاء نتيجة للفساد السياسي، وانتشار الترهل في القيادة، وسيادة الوهن (حب الدنيا وكراهية الموت) في مراكز اتخاذ القرارات السياسية.
ـ والإصلاح السياسي الذي نعنيه يتحقق بتوفير الحرية، والعدل، والشورى.
ـ فمع الحرية ينتشر التقدم العلمي وقد جربنا ذلك سابقاً.
ـ ومع القمع والاستبداد يستشري التخلف العلمي وهذا حالنا الآن.
ـ فالحرية تفك قيود العقل وتحرره من
غلائه فينطلق إلى أرحب الآفاق، ويبدع، وقد عبّر العبد العبسي عنترة بن شدّاد عن
هذا المفهوم أدق تعبير، عندما هوجمت قبيلته وطلب منه والده أن يتقدم للدفاع عن القبيلة
لحماية النساء من السبي والأموال من النهب والكرامة من العار.
ـ فقال عنترة لوالده وسيده: ما للعبد وكل
هذا، ما للعبد والقتال والدفاع عن القبيلة وشرف القبيلة العبد للأعمال المهنية
وللرعي والسقي وسوق البهائم وغير ذلك من أعمال العبيد!!.
ـ فقال له والده وسيده كما تحقق من
الهزيمة: أقدم وافعل وأنت حر، فشاط عنترة في العدو وضرب أروع الأمثلة في
البطولة وإنقاذ الأهل والشرف من العار.
ـ فالمبدعون هو الأحرار.
ـ فلا تقل لي: ابحث واكتشف وطبق وطور وأبدع وأنت العبد الذليل.
ـ فكيف أبدع لرفعة قومٍ لا رفعة لي بينهم.
ـ وكيف أبدع لرفاهية مدينة وأنا أعيش في قاعها مذلولاً مقهوراً مذموماً.
ـ وكيف أبدع وغيري يقطف ثمار إبداعي ويحرمني منه.
ـ الحرية تدفع الجميع لبذل الجهود والتفكير
العلمي الجاد، الحرية تدفع للتغيير العلمي النافع لأن الحرية تطلق للنفوس العنان
فتتكون عندها إرادة التغيير للأفضل، والبعد عن التغيير للأسوأ وإذا امتلك
الإنسان الإيمان بأهمية التغيير للإصلاح وفقه الله للتغيير قال تعالى: ) إِنَّ الله لاَ يُغير
ما بقومٍ حتَّى يغيروا ما بأنفسهم([الرعد: 11] حتَّى يغيروا ما بأنفسهم نحو
الإصلاح فيوفقه، أو يغيروا ما بأنفسهم نحو الأسوأ فيكبهم على مناخيرهم في
الأسوأ.
ـ فالتغيير الحقيقي المفيد ينبع من الداخل، وكيف يغير للأفضل من استعبدته
المقامع والسلاسل وأطواق الحديد، وأساور السجون وذل الوجه.
من هنا كانت الحرية شرط ضروري وأساس للنهوض وبغيابها يغيب النهوض
وفي وجودها يسود النهوض إذاً فالحرية شرط أساس للنهوض
العلمي للمسلمين.
ـ وأما العدل فهو أساس الملك، وفي مجتمع العدل
يُعطى كل ذي حق حقه في
الإنتاج والاختراع والإبداع فيسود التنافس الشريف ويختفي الإحباط، وفي مجتمع
العدل القوي ضعيفٌ يؤخذ الحق منه، والضعيف قرويٌّ ينتزع الحق له.
ـ وبالشورى يغيب الاستبداد والاستعباد والقهر والقمع والتفرد بمصائر العباد،
فبالشورى يشعر كل مسلم أنه صاحب القرار وهو مطالب باحترامه ولو كان
على غير هواه أو ما يراه، لأنَّ الأمّة رأت ذلك وارتضته، والمجتمع حسم الأمر
واتفق عليه.
ـ من هنا كان الإصلاح السياسي هو
الركيزة الأولى والدعامة الكبرى للتقدم العلمي فالحرية والعدل والشورى هم أكسجين
الحياة في دوره التقدم العلمي للأمّة.
2 ـ توفير الأمن الشامل:
ـ فالأمن، طمأنينة النفس، وزوال الخوف،
والأمانة في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة} قيل هي العدالة، وقيل هي التوحيد،
وقيل هي العقل، وهذا صحيح فإن العقل بحصوله تَعلُّم كل ما في طوق البشر تعلمه،
وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله وبه فضل الإنسان على كثير من خلق
الله تفضيلاً كما قال الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن.
ـ فانظر كيف ربط الأصفهاني رحمه الله بين
الأمن وتَعلُّم ما يطيق الإنسان أن يتعلمه وفعل كل جميل وما ينفع، فالعاقل الآمن
متعلم لكل مفيد، ونافع ومطبق لكل مقدور نافع.
ـ والأمان والأمانة بمعنى الأمانة ضد الخيانة كما قال ابن منظور رحمه الله في
لسان العرب.
ـ فلا تقدم علمي دون توفير الأمن والأمانة.
ـ ولا أمن دون أمانة، ولذلك كان
من الأسباب العشرة للتخلف العلمي للمسلمين، غياب الأمانة العلمية.
ـ والأمن الذي نعنيه هنا هو الأمن بمفهومه الشامل:
ـ للأمن الاجتماعي الداخلي.
ـ والأمن الغذائي الذاتي.
ـ والأمن الدفاعي الصاد لكل تهديد خارجي وداخلي.
ـ وقد جمع الله كل هذا في قوله تعالى:
( فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف )[قريش: 3 ـ 4].
ـ فالأمن الاجتماعي بجميع جوانبه النفسية، والاجتماعية، والصحية، والمالية،
والتربوية، والتعليمية، والأسرية.
ـ والأمن الغذائي بجوانبه الزراعية، والصناعية،
والتجارية، والصحية، والاقتصادية.
ـ والأمن الدفاعي من التهديد الخارجي
والداخلي لحماية المكاسب الشعبية والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والتقدم
العلمي ضرورة وركيزة أساسية للتقدم العلمي.
3 ـ الالتحام بين العلم والدين:
ـ فعندما علم المسلمون أن العلم والدين وحدة
واحدة، كان تحصيل العلم عبادة، ولم يكن العلم لحمل الشهادة، فتقدم المسلمون
علمياً وخلقياً، وعندما أثمرت السياسة الدنلوبية للمعتمد البريطاني ولحمله نابليون
فعلهما في العلوم الشرعية، وفصلت العلوم الكونية عن العلوم الشرعية،
تحول الدين إلى الشعائر وأهملت الشرائع، وسارت الدروشة، والحزبية الفقهية المقيتة،
والطائفية المذهبية المذمومة في المجتمع المسلم ضاع العلم والتقدم العلمي
من حياة المسلمين وتفرغنا للسفسطة والتفسيق والتجهيل
والتخطيىء والفتن التاريخية.
ـ والحل أن يعلم المسلم أن مجلس علم
خير من عبادة سبعين سنة، وأن العلوم الكونية من العلوم النافعة التي تتحول إلى صدقة
جارية للعبد في الحياة والممات. وأن العلماء هم علماء العلوم الشرعية، والعلوم
الكونية، والعلوم الجتماعية، والعلوم الإنسانية وكل من خشي الله بعلمه فهو عالم ومن
لم يخشى الله بعلمه فهو باحث وليس بعالم، فالعالم يعلم العلم ويخشى الله بهذا العلم.
ـ وقصر مفهوم العالم على علماء العلوم
الشرعية فقط مخالفةٌ صريحةٌ لنص القرآن الكريم، قال تعالى:
( ألم تر أن الله أنزلَ منَ السماءِ ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ومن الجبال جُدَدٌ
والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
..
أطرح موضوعي لهذا الإسبةع بعنوان :
في مقال سابق تحدثنا عن أسباب التخلف العلمي للمسلمين وقد حصرت هذه الأسباب في عشرة أسباب بعنوان «عشرة أسباب للتخلف العلمي للمسلمين»، وهي:
1 ـ تحويل تحصيل العلم وتعليمه من العبادة إلى الشهادة.
2 ـ غياب التربية الابداعية من حياتنا العلمية.
3 ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين.
4 ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم.
5 ـ الاستغراق في الجدليات.
6 ـ توسيد الأمر لغير أهله.
7 ـ سيادة فكر المنهزمين.
8 ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة.
9 ـ غياب الأمانة العلمية.
10 ـ غياب العمل بروح الجماعة.
ـ أضع عشرة مقترحات للنهوض العلمي للمسلمين.
والنهوض العلمي يعني: صحوة المسلمين
وعودتهم إلى موقع القيادة والريادة العلمية الخلقية للعالم، تلك الريادة التي قدنا
قاطرتها باقتدار لألف عام وربع الألف، كنا فيها المعلمون للبشرية والعلماء والمربون
العلميون، فكانت نهضتنا العلمية وتقدمنا العلمي تقدماً وسلاماً على البشرية فلم
تباد في حضارتنا الأشجار، ولم تتلف البيئة، ولم يسرق الأطفال ليباعون ويأسلمون،
ولم تخطف النساء لاغتصابهن، ولم تستغل حاجة مريض أو فقير لسلب دينه بالدواء
والغذاء، ولم يحرق الحيوان، ولم تسمم الآبار والعيون والأنهار، ولم يتلذذ
الشاذ بالشاذ رسمياً وعلينا بحماية القانون، ولم يغتصب الأسير وغير ذلك من
الأفعال التي قام بها المتقدمون علمياً الآن، ولذلك فصحوتنا ونهوضنا وعودتنا إلى
قمرة القيادة العلمية ضرورة بشرية لحمايتها من الزيادة الجماعية بالتقنية العلمية.
والدعائم العشر التي أقترحها لهذا الأمر هي:
1 ـ الإصلاح السياسي:
وقد تبدو هذه الدعامة غريبة ومفتعلة أو متأثرة بالدعوة الحلية للإصلاح السياسي
في ديارنا، ولكن الحقيقة العلمية، والوثائق التاريخية تثبت أن التخلف العلمي في
حياة المسلمين جاء نتيجة للفساد السياسي، وانتشار الترهل في القيادة، وسيادة الوهن (حب الدنيا وكراهية الموت) في مراكز اتخاذ القرارات السياسية.
ـ والإصلاح السياسي الذي نعنيه يتحقق بتوفير الحرية، والعدل، والشورى.
ـ فمع الحرية ينتشر التقدم العلمي وقد جربنا ذلك سابقاً.
ـ ومع القمع والاستبداد يستشري التخلف العلمي وهذا حالنا الآن.
ـ فالحرية تفك قيود العقل وتحرره من
غلائه فينطلق إلى أرحب الآفاق، ويبدع، وقد عبّر العبد العبسي عنترة بن شدّاد عن
هذا المفهوم أدق تعبير، عندما هوجمت قبيلته وطلب منه والده أن يتقدم للدفاع عن القبيلة
لحماية النساء من السبي والأموال من النهب والكرامة من العار.
ـ فقال عنترة لوالده وسيده: ما للعبد وكل
هذا، ما للعبد والقتال والدفاع عن القبيلة وشرف القبيلة العبد للأعمال المهنية
وللرعي والسقي وسوق البهائم وغير ذلك من أعمال العبيد!!.
ـ فقال له والده وسيده كما تحقق من
الهزيمة: أقدم وافعل وأنت حر، فشاط عنترة في العدو وضرب أروع الأمثلة في
البطولة وإنقاذ الأهل والشرف من العار.
ـ فالمبدعون هو الأحرار.
ـ فلا تقل لي: ابحث واكتشف وطبق وطور وأبدع وأنت العبد الذليل.
ـ فكيف أبدع لرفعة قومٍ لا رفعة لي بينهم.
ـ وكيف أبدع لرفاهية مدينة وأنا أعيش في قاعها مذلولاً مقهوراً مذموماً.
ـ وكيف أبدع وغيري يقطف ثمار إبداعي ويحرمني منه.
ـ الحرية تدفع الجميع لبذل الجهود والتفكير
العلمي الجاد، الحرية تدفع للتغيير العلمي النافع لأن الحرية تطلق للنفوس العنان
فتتكون عندها إرادة التغيير للأفضل، والبعد عن التغيير للأسوأ وإذا امتلك
الإنسان الإيمان بأهمية التغيير للإصلاح وفقه الله للتغيير قال تعالى: ) إِنَّ الله لاَ يُغير
ما بقومٍ حتَّى يغيروا ما بأنفسهم([الرعد: 11] حتَّى يغيروا ما بأنفسهم نحو
الإصلاح فيوفقه، أو يغيروا ما بأنفسهم نحو الأسوأ فيكبهم على مناخيرهم في
الأسوأ.
ـ فالتغيير الحقيقي المفيد ينبع من الداخل، وكيف يغير للأفضل من استعبدته
المقامع والسلاسل وأطواق الحديد، وأساور السجون وذل الوجه.
من هنا كانت الحرية شرط ضروري وأساس للنهوض وبغيابها يغيب النهوض
وفي وجودها يسود النهوض إذاً فالحرية شرط أساس للنهوض
العلمي للمسلمين.
ـ وأما العدل فهو أساس الملك، وفي مجتمع العدل
يُعطى كل ذي حق حقه في
الإنتاج والاختراع والإبداع فيسود التنافس الشريف ويختفي الإحباط، وفي مجتمع
العدل القوي ضعيفٌ يؤخذ الحق منه، والضعيف قرويٌّ ينتزع الحق له.
ـ وبالشورى يغيب الاستبداد والاستعباد والقهر والقمع والتفرد بمصائر العباد،
فبالشورى يشعر كل مسلم أنه صاحب القرار وهو مطالب باحترامه ولو كان
على غير هواه أو ما يراه، لأنَّ الأمّة رأت ذلك وارتضته، والمجتمع حسم الأمر
واتفق عليه.
ـ من هنا كان الإصلاح السياسي هو
الركيزة الأولى والدعامة الكبرى للتقدم العلمي فالحرية والعدل والشورى هم أكسجين
الحياة في دوره التقدم العلمي للأمّة.
2 ـ توفير الأمن الشامل:
ـ فالأمن، طمأنينة النفس، وزوال الخوف،
والأمانة في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة} قيل هي العدالة، وقيل هي التوحيد،
وقيل هي العقل، وهذا صحيح فإن العقل بحصوله تَعلُّم كل ما في طوق البشر تعلمه،
وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله وبه فضل الإنسان على كثير من خلق
الله تفضيلاً كما قال الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن.
ـ فانظر كيف ربط الأصفهاني رحمه الله بين
الأمن وتَعلُّم ما يطيق الإنسان أن يتعلمه وفعل كل جميل وما ينفع، فالعاقل الآمن
متعلم لكل مفيد، ونافع ومطبق لكل مقدور نافع.
ـ والأمان والأمانة بمعنى الأمانة ضد الخيانة كما قال ابن منظور رحمه الله في
لسان العرب.
ـ فلا تقدم علمي دون توفير الأمن والأمانة.
ـ ولا أمن دون أمانة، ولذلك كان
من الأسباب العشرة للتخلف العلمي للمسلمين، غياب الأمانة العلمية.
ـ والأمن الذي نعنيه هنا هو الأمن بمفهومه الشامل:
ـ للأمن الاجتماعي الداخلي.
ـ والأمن الغذائي الذاتي.
ـ والأمن الدفاعي الصاد لكل تهديد خارجي وداخلي.
ـ وقد جمع الله كل هذا في قوله تعالى:
( فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف )[قريش: 3 ـ 4].
ـ فالأمن الاجتماعي بجميع جوانبه النفسية، والاجتماعية، والصحية، والمالية،
والتربوية، والتعليمية، والأسرية.
ـ والأمن الغذائي بجوانبه الزراعية، والصناعية،
والتجارية، والصحية، والاقتصادية.
ـ والأمن الدفاعي من التهديد الخارجي
والداخلي لحماية المكاسب الشعبية والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والتقدم
العلمي ضرورة وركيزة أساسية للتقدم العلمي.
3 ـ الالتحام بين العلم والدين:
ـ فعندما علم المسلمون أن العلم والدين وحدة
واحدة، كان تحصيل العلم عبادة، ولم يكن العلم لحمل الشهادة، فتقدم المسلمون
علمياً وخلقياً، وعندما أثمرت السياسة الدنلوبية للمعتمد البريطاني ولحمله نابليون
فعلهما في العلوم الشرعية، وفصلت العلوم الكونية عن العلوم الشرعية،
تحول الدين إلى الشعائر وأهملت الشرائع، وسارت الدروشة، والحزبية الفقهية المقيتة،
والطائفية المذهبية المذمومة في المجتمع المسلم ضاع العلم والتقدم العلمي
من حياة المسلمين وتفرغنا للسفسطة والتفسيق والتجهيل
والتخطيىء والفتن التاريخية.
ـ والحل أن يعلم المسلم أن مجلس علم
خير من عبادة سبعين سنة، وأن العلوم الكونية من العلوم النافعة التي تتحول إلى صدقة
جارية للعبد في الحياة والممات. وأن العلماء هم علماء العلوم الشرعية، والعلوم
الكونية، والعلوم الجتماعية، والعلوم الإنسانية وكل من خشي الله بعلمه فهو عالم ومن
لم يخشى الله بعلمه فهو باحث وليس بعالم، فالعالم يعلم العلم ويخشى الله بهذا العلم.
ـ وقصر مفهوم العالم على علماء العلوم
الشرعية فقط مخالفةٌ صريحةٌ لنص القرآن الكريم، قال تعالى:
( ألم تر أن الله أنزلَ منَ السماءِ ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ومن الجبال جُدَدٌ